صدر لنا كتاب "مفهوم المخيال عند محمد أركون" سنة 2014 عن منشورات ضفاف بلبنان، وبشراكة مع دار الأمان بالرباط ومنشورات الاختلاف بالجزائر.
فهرس الكتاب:
تقديم
الفصل
الأول: دلالات المخيال واستعمالاته.
1-
في
اللغة العربية.
2-
في
الثقافة الغربية.
الفصل الثاني: أهمية البعد المخيالي في دراسة الفكر
الإسلامي.
الفصل الثالث: مكونات
المخيال في ارتباطه بظاهرة الوحي.
1- مفهوما الإسلام والمسلم.
2- الوحي ومشكل الحقيقة.
3- النظرة العمودية.
الفصل
الرابع: المخيال بين الأبعاد الثلاثة: العقل، الإيديولوجيا والتاريخ.
1-
المخيال والعقل
في الثقافة الإسلامية.
2-
المخيال
الاجتماعي والإيديولوجيا.
3-
المخيالي
والتاريخي في الوعي الإسلامي.
الفصل
الخامس:
المخيال الغربي تجاه الإسلام.
قائمة المراجع
مقدمة الكتاب:
يهدف أركون في دراسته
للمخيال إلى تقديم تفسير وتحليل وفهم للآلية الوظائفية التي يتمتع بها هذا
المصطلح، في قدرته على تحريك العواطف وتجييشها في المنعطفات التاريخية الكبرى التي
تعرفها المجتمعات الإسلامية.
وانطلاقا من هذا التفسير وهذا الفهم،
يحاول أركون تكسير تلك الازدواجية الوهمية التي توضع عادة بين الإسلام والغرب،
والتي ترتب عنها وجود مخيال غربي تجاه الإسلام ومخيال إسلامي تجاه الغرب. وهذين
المخيالين غالبا ما يقدمان صورة سلبية عن الإسلام كدين سماوي.
وهذه الصورة المدمرة ناجمة عن تراكمات يحكمها
منظور خاطئ لعلاقة الدين بالمجتمع والتاريخ. من هنا « سوف يستمر الناس في هدا الخط
ما دام الإشكالية النفسية واللغوية والأنتروبولوجية الخاصة بالمخيال، لم تفرض
نفسها بعد على مراقبي الإسلام وشارحيه بالأمس واليوم. » (1)
وفي إطار تحليله لمكونات ووظائف المخيال، نجد
أركون يركز على العناصر التالية:
-
الكشف
عن الأسس التي تشترك فيها الأصولوية في كل مجتمعات الكتاب: اليهودية والمسيحية
والإسلامية. و ذلك من خلال تقصي الأصول الثقافية والنفسية واللغوية التي ترتكز عليها
هذه الأصولويات. وقد حاولنا في الفصل الثالث تقديم بعض المكونات الأساسية للمخيال
لدى مجتمعات الكتاب.
-
التركيز
بشكل خاص على الأصول التي تقدم عناصر خصبة لتغذية المخيال الإسلامي. ويمكن أن نقسم
تلك الأصول أو المحددات إلى مصدرين أساسيين:
·
أولا:
الظاهرة القرآنية أو ما يسمى بالوحي، بالإضافة إلى الخطاب النبوي أو اللحظة
النبوية.
·
ثانيا:
الوقائع التاريخية، والأشخاص والرموز التي تشغل مكانة هامة في الذاكرة الجماعية
للمسلمين.
وقد
تطرقنا للمصدر الأول في الفصل الثالث، أما المصدر الثاني فقد عالجناه في النقطة
الخاصة بعلاقة المخيال بالأحداث التاريخية، وذلك في الفقرة الثالثة من الفصل
الرابع (المخيالي والتاريخي في الوعي الإسلامي).
-
يريد
أركون في دراسته للمخيال الإسلامي تحطيم ذلك الجدار السميك، الذي
يوضع عادة بين الخطاب النضالوي والإيديولوجي للحركات الإسلاموية، وبين الحقيقة
التاريخية والعقائدية والثقافية للمجتمعات الإسلامية. وذلك بهدف الكشف عن
التلاعبات التي تطال المخيال الموروث، من خلال ما يتعرض له من توظيفات إيديولوجية
وسياسية. من هنا يلح أركون على ضرورة القيام بعملية تفكيكية تطال التركيبات
الإيديولوجية وأحلام اليقظة الجماعية والهلوسات الفردية التي لا تحيل في نظره إلى
الإسلام كدين أو كتراث فكري، وإنما إلى عمل الإيديولوجيات الكبرى التي تحرك
المخيال الاجتماعي وتغذيه وتشعل لهيبه في الأوقات الحرجة أو الحاسمة.
وقد
قدمنا بعض التوضيحات بخصوص هده النقطة في الفقرة الثانية من الفصل الرابع. أما
الفقرة الأولى من هذا الفصل فقد حاولنا من خلالها تحديد علاقات التشابك والترابط
بين بعدين أساسيين من أبعاد الشخص البشري، وهما البعد العقلاني والبعد المخيالي.
وقد
ركزنا بطبيعة الحال على الشخصية الإسلامية، باعتبارها تمثل الهم الأساسي في مشروع
أركون العام لنقد الفكر الإسلامي.
أما الفصل الأول فقد قسمناه إلى فقرتين؛ خصصنا
الأولى للحديث عن الدلالات والمعاني التي اتخذها الجذر اللغوي للكلمة المستحدثة
"مخيال" في اللغة العربية، وذلك من خلال ما عثرنا عليه من المعاني
اللغوية لجذر "خيل" في معجم لسان العرب. أما الفقرة الثانية من هذا
الفصل، فقد حاولنا أن نكشف من خلالها عن الأهمية التي اتخذها المخيال في الثقافة
الغربية المعاصرة. وذلك حتى يكون بإمكاننا مقارنة دلالات واستعمالات المخيال في
هذه الثقافة مع الوظائف التي منحها له أركون في دراسته للفكر الإسلامي. ذلك أن
أركون يهدف في آخر المطاف إلى تبيئة المصطلح الغربي وتطويعه حتى يتلاءم مع خصوصية
الظاهرة الإسلامية التي يتناولها بالبحث والدراسة.
ويبقى أن نشير في الأخير إلى أننا قد خصصنا
الفصل الثاني للحديث عن أهمية البعد المخيالي في دراسة أركون للفكر الإسلامي.
وتتمثل هذه الأهمية أساسا في الكشف عن الدور الذي يلعبه المخيال في تحريك عجلة
التاريخ، وفي تشكيل الذاكرة الجماعية، مما يمكن من استغلاله إيديولوجيا في اللحظات
التاريخية الحاسمة والعصيبة. وقد بين أركون هنا النقص الذي يعاني منه المنهج
الماركسي في تفسير وفهم الأحداث التاريخية والثقافية بردها فقط إلى عوامل مادية
واقتصادية، في حين يمكن مفهوم المخيال من الوقوف عند أهمية البعد الخيالي
والأسطوري في تحريك المسار التاريخي وتجييش الجماهير لتحقيق الأهداف الدنيوية
والإيديوولجية.
كما
بينا من خلال هذا الفصل أن الاهتمام بمفهوم المخيال، يندرج ضمن استراتيجية عامة
يعمل من خلالها أركون على تجييش ترسانة من المفاهيم المستمدة من الفلسفة والعلوم
الإنسانية من أجل الحفر في النصوص التراثية ونفض الغبار عنها، من أجل التخلص من
أسر التأويلات التي قدمت حولها في السابق، والعمل بالتالي على محاولة فهمها من جديد
برؤى واستراتيجيات جديدة تتناسب مع مستجدات العلوم المعاصرة.
ويبقى أن نشير إلى أننا خصصنا الفصل الخامس
للوقوف عند أهم العوامل التي تساهم في تشكل المخيال الغربي تجاه الإسلام؛ وهي
عوامل يرجع بعضها إلى الواقع المتخلف والممزق للمجتمعات الإسلامية، و الذي لا يعكس
المستوى المثالي للمجتمع الذي يرسم ملامحه النص الديني سواء القرآني منه أو
النبوي. ويعود ذلك أساسا إلى التلاعبات الإيديولوجية التي يتعرض لها الرأسمال
الرمزي، فضلا عن التأخر في مجال الإنتاج العلمي والفلسفي، مما لا يمكن بشكل إيجابي
من إعادة قراءة التراث وتملكه من جديد بشكل يسمح بتحقيق التقدم المنشود. كما تساهم
أيضا وسائل الإعلام الغربية في تشكيل مخيال سلبي عن الإسلام لأسباب إيديولوجية
خاصة بهذا الطرف أو ذاك. بالإضافة إلى ضعف وقلة الدراسات التي يحظى بها الإسلام
والتاريخ الإسلامي في الجامعات والمعاهد الغربية.
·
هوامش:
1-
محمد
أركون، أين هو الفكر الإسلامي المعاصر؟ دار الساقي، الطبعة الأولى 1993، ص140.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.