منهجية القولة المرفقة بسؤال
بقلم: محمد الشبة
· يكون حجم
القولة قصيرا ومكثفا، فهي غالبا ما تتكون من جملة أو جملتين. وتكون مرفقة بسؤال
مطلبي يتخذ صيغا مثل:
-
أوضح مضمون القولة وبين
قيمتها.
-
أو اشرح مضمون القولة وبين
أبعادها.
-
اشرح مضمون القولة، وبين
حدودها.
-
أو في ضوء القولة، بأي
معنى ... ؟
-
انطلاقا من القولة، ما هي
... ؟
-
أو تكون مرفقة بسؤال
مباشر.
-
أو ما شابه هذه الصيغ ...
1-
الخطوات الأساسية للإنجاز:
1-1
- في المسودة:
نقترح اتباع الخطوات التالية:
-
قراءة القولة والسؤال المرفق بها قراءة
متكررة ومتأنية..
-
الكشف عن الروابط المنطقية، اللغوية، في
القولة إن وجدت..
-
انطلاقا من ذلك، يكون بإمكاننا أن نصوغ
أطروحة القولة بتعبيرنا الشخصي..
-
تحليل مفاهيم القولة بالكشف عن دلالاتها وأبعادها
والعلاقات الموجودة بينها..
-
انطلاقا من مفاهيم القولة، يكون بإمكاننا استخراج
مختلف الأفكار المتضمنة في القولة..
-
بعد ذلك نسعى إلى البحث عن حجج وأمثلة من
الواقع نعزز بها أطروحة القولة..
-
ثم نتجه صوب السؤال المرفق بالقولة، ونقف
عند أداة استفهامه ومفاهيمه من أجل معرفة مطلبه الأساسي..
-
انطلاقا من تحليل السؤال وفهمه من جهة،
وتحليل القولة من جهة أخرى، يكون علينا أن نحدد الإشكال الرئيسي الذي سنعالجه في
الموضوع الإنشائي..
-
علينا استحضار أمثلة ووقائع من الحياة،
وأيضا معارف مختلفة مستمدة من مجالات معرفية متنوعة، وكذلك استدعاء مواقف فلسفية من
شأنها أن تساعدنا على معالجة الإشكال ومناقشة أطروحة القولة...
1-2- في ورقة التحرير:
المقدمة:
وهي
تتضمن:
أ-
تمهيدا مناسبا لموضوع
القولة، يمكننا من إعطاء تبريرات كافية لطرح الإشكال الذي يتم استخلاصه من القولة
والسؤال المطلبي المرتبط بها. ويمكن أن يتخذ التمهيد عدة صيغ مثل:
· الانطلاق من
السياق التاريخي الذي طرح فيه الإشكال.
· الانطلاق من
التقابلات أو المفارقات التي قد تثيرها القولة أو يتضمنها السؤال المرفق بها مثل:
الضرورة/الحرية، المطلق/النسبي ، الطبيعي/الثقافي ...الخ.
· الانطلاق من واقعة اجتماعية أو سياسية أو دينية أو أدبية أو تجربة
شخصية ... تسمح بإثارة تساؤلات تعبر عن الإشكال الذي يتعين علينا معالجته في الموضوع.
· الانطلاق من تعريف المفهوم المركزي في القولة والذي تتأسس عليه
أطروحتها، بشرط أن يسمح مضمون ذلك التعريف بإدخالنا في قلب الإشكال الذي نود
معالجته في الموضوع.
· وبطبيعة الحال يمكن ابتكار أشكال أخرى للتمهيد، فقط يجب أن
تتضمن القدر الكافي من المبررات والمسوغات التي تكون قادرة على إقناع القارئ
(المصحح) بأهمية وضرورة طرح التساؤلات، التي تشكل في تداخلها وترابطها الإشكالية
التي يتضمنها الموضوع الذي نسعى لمعالجته.
ب-
صياغة الإشكال من خلال طرح
تساؤلات استفهامية دقيقة، تستخلص من القولة ومن السؤال المطلبي المرفق بها، وهو ما
نكون قد قمنا به من قبل في المسودة،
فنكتفي هنا في ورقة التحرير بكتابة الإشكال كما صغناه في المسودة مع مراجعته
والتدقيق فيه أكثر. ولهذا يجب التركيز جيدا على دلالات مفاهيم القولة والعلاقات
الموجودة بينها، لاستخلاص أطروحتها والانطلاق منها لصياغة الإشكال من جهة، كما يجب
الانتباه جيدا إلى ما يطلبه منا السؤال المرفق بالقولة، لكي تكون صياغتنا للأسئلة
دقيقة من جهة أخرى.
فإذا كان السؤال المرفق بالقولة يطالبنا بتحديد قيمة أطروحتها،
فإنه يتوجب علينا التركيز في لحظة المناقشة على مستوى التثمين الذي ندعم من خلاله
الأطروحة ونبرز قيمتها بمختلف الحجج الممكنة، مع إمكانية تخصيص حيز أقل لمستوى
النقد إذا كان ممكنا. أما إذا كان السؤال المذيل للقولة يطالبنا بتبيان حدودها،
فإن علينا أن نقوم بالعكس؛ أي نركز على الجانب المتعلق بمستوى النقد، والذي سيحتل
الحيز الأكبر في لحظة المناقشة، مع إمكانية تخصيص حيز أقل لمستوى التثمين. أما إذا
كان السؤال المرفق بالقولة يطالبنا بتحديد أبعادها، فإن على التلميذ أن يختار إما
تثمين أطروحتها أو نقدها أو المزاوجة بين مستوى التثمين ومستوى النقد، مع استخدام
حجج كافية لتبرير اختياراته بطبيعة الحال.
العرض:
وهو يتضمن فقرتين متكاملتين: إحداهما تخصص للتحليل والأخرى للمناقشة.
التحليل:
خلاله نقوم بكتابة فقرة أو أكثر، وبشكل متماسك ومسترسل وسلس،
تتضمن العمليات الرئيسية التالية التي سبق أن اشتغلنا عليها في المسودة، وهي:
- تحديد الأطروحة المتضمنة في
القولة وصياغتها صياغة دقيقة.
-
الاشتغال على مفاهيم القولة من خلال تحديد دلالاتها
وأبعادها والعلاقات الموجودة بينها.
-
تحديد الأفكار الأساسية المرتبطة بهذه الأطروحة إذا
تضمنتها القولة، أما إذا لم تتضمنها فنعمل من جانبنا على توسيع أطروحة القولة
وإغنائها بمعارف وأفكار مناسبة.
- استدعاء الحجاج المفترض في
القولة؛ وذلك باستخدام معلومات وأمثلة مستخلصة من الرصيد المعرفي للتلميذ أو من
واقعه المعيشي.
- الكشف عن الأسس الفكرية
التي ترتكز عليها أطروحة القولة، والرهانات التي تستهدفها.
- ربط أطروحة القولة بمذهب
فلسفي أو نزعة فكرية معروفة إذا كان ذلك ممكنا.
بعد عملية التحليل واستخلاص أطروحة القولة نعمل على التساؤل حول
قيمتها أو حدودها أو أبعادها، وذلك في أفق التمهيد لمناقشتها على ضوء محتوى السؤال
المطلبي المرفق بها.
المناقشة:
ونميز فيها بين مستويين:
أ-
مستوى التثمين:
وخلاله نقوم بإبراز عناصر القوة الكامنة في أطروحة
القولة، كما نبين قيمتها وأهميتها انطلاقا من إبراز قوة الحجج المفترضة التي
تسندها، أو تبيان النتائج الإيجابية التي تترتب عن تطبيقاتها العملية على أرض
الواقع. كما يمكن استدعاء معارف مستمدة من مجال الفلسفة أو من مجالات معرفية أخرى
من أجل تدعيم أطروحة القولة وإبراز قيمتها.
ب-
مستوى النقد:
وفيه نبين الجوانب التي أغفلتها القولة ولم تنتبه إليها، إذا
بدا لنا وجود مثل هذا الإغفال بطبيعة الحال. كما نبين فيه تهافت الفرضيات التي
تتأسس عليها، أو سلبية النتائج التي يفضي إليها تطبيقها على أرض الواقع. ويمكننا
بطبيعة الحال، استحضار أطروحات ومعارف متنوعة، فلسفية أو غير فلسفية، تسمح لنا
بانتقاد أطروحة القولة وتبيان محدوديتها.
وإذا وظفنا هنا مواقف فلسفية، فإن علينا أن ندخلها في حوار
مباشر وحقيقي مع ما تضمنته القولة من أفكار وأطروحة. كما يتعين خلق حوار بين هؤلاء
الفلاسفة أنفسهم والانتقال من موقف إلى آخر بشكل متدرج ومنطقي، وبحسب ما تقتضيه
السيرورة التي خضعت لها المعالجة الفلسفية للموضوع.
كما يتوجب تعزيز أطروحات الفلاسفة بالحجج التي قدموها لتدعيمها
من جهة، والتعبير عن أفكارهم باستخدام المفاهيم التي نحتوها لإنتاج أطروحاتهم من
جهة أخرى.
وفي جميع الأحوال فلحظة المناقشة هي لحظة مهمة لكي يدلي التلميذ
بدلوه في النقاش، ويبرز تصوره الخاص للقضية التي طرحتها القولة وأجابت عنها. وهكذا
يمكن للتلميذ، حسب قناعاته أن يبرز تثمينه وتأييده لما تضمنته القولة أو يبرز نقده
ومعارضته لها، على أساس أن يكون ذلك مشفوعا بأدلة وتبريرات كافية.
الخاتمة:
وهي تتضمن خلاصة تركيبية وسؤالا مفتوحا.
أ-
الخلاصة التركيبية:
فيها نحدد النتائج المتوصل إليها انطلاقا من المسار الذي قطعناه
أثناء العرض. كما تعكس المجهود الشخصي للتلميذ من خلال تحديد الفكرة الأساسية التي
توصل إليها بعد أن حلل القولة وناقشها.
ويمكن أن تعبر الخلاصة عن الطابع الشائك والمعقد للإشكالية
المطروحة؛ بإبراز تكافئ أو تكامل الأطروحات التي تم تقديمها.
كما يمكن أن ننتهي فيها إلى الانتصار لأطروحة فلسفية بعينها،
شرط أن نكون قد مهدنا لذلك في لحظة المناقشة.
كما يمكن أيضا الانتهاء إلى موقف تركيبي يجمع بين عناصر متعددة
موجودة في كل الأطروحات التي تم عرضها.
ب-
السؤال أو الأسئلة
المفتوحة:
يستحسن في
الكتابة الإنشائية الفلسفية أن تعبر عن روح التفكير الفلسفي الذي تكون فيه الأسئلة
أهم من الأجوبة، بحيث أن كل جواب يصبح بدوره سؤالا جديدا. ولهذا، يكون علينا
التساؤل حول النتائج المتوصل إليها في الموضوع، وإبراز ما تم إغفاله من جوانب،
وفتح آفاق التفكير في الموضوع على إمكانيات جديدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.