مستوى الثانية بكالوريا
فرض محروس في الفلسفة
فرض محروس في الفلسفة
« الشخص البشري بالنسبة للبعض، خاضع للعديد من إشراطات الطفولة،
فهو ليس إلا المتحدث باسم الدوافع التي تخترقه. إنه ضحية لتحديدات حتمية لاشعورية،
فكلام الإنسان هو بالضبط كلام مهموس له به من طرف (الهو) الذي يعبر عن ذاته في
الإنسان عندما يحاول الإنسان أن يعبر عن ذاته.
وبالنسبة للآخرين، فإن البنية
التحتية الاجتماعية الاقتصادية هي دوما المحدد في المطاف الأخير. والتاريخ كما
يعلن ألتوسير "عملية بدون ذات"...
والأدب نفسه يعبر عن هذا الذوبان للإنسان في عالم من البنيات التي تشترطه،
وتستلبه، وتنزع عنه كل إمكانية للاختيار. ويرى البنيويون أن البنيات هي وحدها ذات
الدلالة. فالإنسان يعتقد أنه يفعل، في حين أن البنيات هي التي تفعل.
إن الإنسان وقد دفع في عالم لم
ينتجه ولم يختره، وقد أغرقته أمواج الإنشراطات التي تلحقه، إن هذا الإنسان يختفي.
ماذا سيتبقى من الذات وقد امتصها عالم مناهض يغلفها ويحتويها كليا؟ هل يمكن أن
نتحدث عن الإنسان كما نتحدث عن ذات، أي عن كائن قادر على القيام بعمل إرادي؟
إذا نظرنا إلى هذه المسألة عن قرب،
سيبدو أنها أكثر تعقدا مما يتبادر لنا لأول وهلة. وإذا كان الشخص البشري، وقد أذيب
في العالم، يجرب عجزه ولا فعاليته بالنسبة للنظريات العلمية التي لا تدركه إلا
انطلاقا من طرائق موضوعية، فإنه مع ذلك يجرب ذاتيته. بعبارة أخرى فإن الشخص
البشري، وهو موقن مع التفسير العلمي، بأنه لا يفعل إلا ما يفعل به، ومن أنه لا
يعبر إلا عن مجمل الشروط التي يتلقى، فإنه مع ذلك يقنع ذاته بأن له شيئا يفعله،
شيئا يبقى عليه أن يفعله.»
حلل وناقش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.