صدر لنا كتاب "من وحي الدرس الفلسفي: إشكالات وحدوس ديداكتيكية" عن دار أفريقيا الشرق بالدار البيضاء سنة 2015.
فهرس الكتاب:
الفصل الأول: أي ديداكتيك فلسفي نريد ؟
1- من أجل ديداكتيك فلسفي جهوي ومطابق
2- من أجل درس فلسفي حواري ومفعم بالحياة
3- قراءة تأملية في التجربة الفصلية للفيلسوف-المدرس
4- البناء
الإشكالي في الدرس الفلسفي
5- لحظة المناقشة في الكتابة الإنشائية الفلسفية
6- في منزلة الحجاج بالسلطة.
7- مظاهر الحجاج في كتابة التلاميذ
الفصل الثاني: قضايا مستوحاة من التجربة الفصلية
1- تحليل النص
الفلسفي داخل الفصل الدراسي
2- لم يفتقد غالبية تلامذتنا القدرة على فهم جمل
النصوص الفلسفية؟؟
3- اللقاء الأول للتلميذ بالفلسفة
4- وضعيات
مشكلة لطرح إشكال قيمة الشخص
5- وضعية
مشكلة لطرح إشكالات مفهوم الواجب
6- هل امتلاك الإنسان
لمجرد العقل يمنحه قيمة الشخص أم لا بد أن يكون هذا العقل أخلاقيا؟
7- هوية فرد أم هوية جماعة ؟
8- التلاميذ يتفلسفون ويجيبون عن الإشكال، ففيم يفيد الاطلاع على مواقف
الفلاسفة؟؟
9- نافذة على
جوانب من تجربتنا في تدريس الفلسفة
10- في ضرورة استقراء واقع الكتابة الإنشائية
التلاميذية
الفصل الثالث: إشراقات وحدوس
ديداكتيكية
1- من أجل ديداكتيك مطابق
2- الدرس الفلسفي والحياة
3- بناء الدرس الفلسفي وغائيته
4- الفلسفة والمؤسسة
5- الكتاب
المدرسي
6- الوضعية المشكلة
7- النص الفلسفي
8- الإنشاء الفلسفي
9- أفكار ديداكتيكية عفوية
مقدمة الكتاب:
لقد اخترنا لهذا الكتاب عنوانا هو من وحي الدرس الفلسفي، وهذا
انسجاما مع مبدإ انطلقنا منه في هذا الكتاب، وفي كتبنا الديداكتيكية الأخرى، وهو
تأكيدنا على أن التجربة الفصلية هي أساس كل قول في ديداكتيك الفلسفة. ولهذا فمعظم
الأفكار التي عبرنا عنها في هذا الكتاب، إن لم نقل كلها، هي أفكار استوحيناها
واستخلصناها من مختلف تجاربنا المتعلقة بتدريس الفلسفة.
وهكذا فقد أردنا أن نبدع لأنفسنا أفكارا ديداكتيكية خاصة بنا، اعتمادا على
مقومين رئيسيين هما التجربة الفصلية من جهة، وموهبتنا في التدريس من جهة أخرى.
ولهذا فنحن نعتقد أن بإمكان إصغاء مدرس الفلسفة المغربي إلى تجاربه داخل الفصل
الدراسي، واحتكاكه بتجارب غيره من المدرسين، أن يجعله يبدع في إنتاج أفكار
ديداكتيكية جهوية تناسب طبيعة الفصل الدراسي المغربي، وتنسجم مع مواصفات المتعلم
المغربي السيكولوجية والقيمية والاجتماعية. وإذا ما اقترنت التجربة الفصلية مع
موهبة المدرس في ممارسة التفلسف، والذي ولا شك يصقل وينمى من خلال الاحتكاك بنصوص
الفلاسفة، فإن إبداع الأفكار الديداكتيكية المحلية يكون أكثر قوة وتميزا.
وإذا كان مفهوم "الوحي" يحيل على معاني الإلهام والإشراق
والموهبة والأصالة والتميز، فإننا بالفعل نسعى إلى ديداكتيك فلسفي بهذه المواصفات.
غير أنه ليس ديداكتيكا صادرا عن إشراق
سماوي، أو إلهام خارق، أو موهبة غير مبررة، أو أصالة بدون جذور؛ بل إن الإشراق
والإلهام والموهبة والأصالة تستند إلى أرضية واقعية وفعلية، هي ولا شك أرضية الفصل
الدراسي المغربي. ولهذا، فأفكار هذا الكتاب هي من وحي درس فلسفي بعينه؛ هو الدرس
الفلسفي المغربي كما قدمته لنا تجربتنا مع تلاميذ الثانوية التأهيلية المغربية.
وقد ارتأينا تقسيم هذا الكتاب إلى ثلاثة فصول:
·
فصل أول تضمن مجموعة من المقالات التي قدمنا خلالها
معالم ديداكتيك فلسفي، أردناه أن ينطلق من تجاربنا الفصلية ويعود إليها. ولهذا فهو
ديداكتيك مطابق للتجربة المحلية من جهة، ومطابق للفلسفة ولقواعد التفلسف من جهة
أخرى. ولا يمكنه أن يكون كذلك، إلا إذا كان مستوحى من درس حواري وحجاجي ومفعم
بالحياة. وهذا ما جعلنا نؤكد، في لحظة البناء الإشكالي، على ضرورة أن يبادر
التلاميذ إلى الإجابة عن الإشكالات الفلسفية قبل التعرف على أطروحات الفلاسفة، من
أجل أن يجسد التلميذ تفكيره الذاتي في الدرس، ويستحضر أمثلة مستمدة من الواقع من
أجل مناقشة مواقف الفلاسفة وأخذ مسافة نقدية منها، سواء تمت هذه المناقشة في الدرس
أو في الإنشاء الفلسفي، خصوصا وأننا نؤمن بأن التدرب على مهارات الإنشاء الفلسفي
ينبغي أن يكون محايثا لبناء الدرس نفسه. وهذا ما يستدعي أهمية التربية الحجاجية في
الدرس الفلسفي، من خلال اقتراحنا لمجموعة من الإجراءات لتطوير قدرات التلاميذ في
الكتابة الفلسفية، ككتابة حجاجية ترتكز على حجج مصاغة من قبل الذات المحاججة نفسها،
وليس على مجرد الاستناد إلى حجاج بالسلطة.
·
فصل ثان ناقشنا خلاله مجموعة من القضايا المستمدة من
تجاربنا الفصلية نفسها؛ حيث تعلق بعضها بالنص الفلسفي نظرا لأهميته في تدريس
الفلسفة، فقدمنا تجربتنا الخاصة في تحليل النص الفلسفي داخل الفصل الدراسي، كما
عبرنا عن تصورنا بخصوص كيفية استخراج إشكال النص وأطروحته. وإذا كنا قد عاينا
صعوبات يجدها التلاميذ في فهم النصوص الفلسفية، فقد حاولنا أن نقف عند أهم الأسباب
التي تقف وراء تلك الصعوبات، واقترحنا حلولا ممكنة لتجاوزها. كما تمثلت بعض قضايا
هذا الفصل الثاني من الكتاب، بوضعيات مشكلة شئنا تقديمها هنا انسجاما مع مبدإ تقاسم
التجارب الفصلية، والذي نادينا به في غير ما موضع من كتاباتنا الديداكتيكية،
إيمانا منا بأن هذا التقاسم هو الذي من شأنه أن يوفر كمية هائلة من التجارب الخام،
والتي يمكن أن تتخذ كمنطق للتقعيد والتنظير الديداكتيكيين. وقد اشتمل هذا الفصل
أيضا على تصورنا للكيفية التي ينبغي أن يتعرف من خلالها تلميذ الجذع المشترك عن
الفلسفة، وذلك انطلاقا من تجربتنا الفصلية التي عملنا خلالها على جعل هذا التلميذ
نفسه يتعرف عليها من خلال نصوص الفلاسفة، عوض أن نقوم مقامه في ذلك فنساهم في
تقديم صورة ضبابية، ومشوبة بكثير من اللبس وسوء الفهم عن الفلسفة لدى هذا التلميذ
المبتدئ. كما تضمن هذا الفصل جوانب متعددة من تجاربنا في تدريس الفلسفة؛ تعلق
بعضها بطرح بعض الإشكالات المبثوثة في الدروس، وتعلق بعضها الآخر بدعوتنا إلى
ضرورة الانطلاق من الكتابات الفلسفية للتلاميذ أنفسهم من أجل التقعيد لمنهجية
الإنشاء الفلسفي، كما تمثل بعضها الآخر في تصويرنا "الفوتوغرافي"
لممارستنا المتعلقة بتدريس الفلسفة، وذلك من أجل مزيد من الإلحاح على ضرورة أن
يقدم المدرسون على فتح قلاعهم المحصنة أوثكناتهم العسكرية، من أجل أن نطلع على ما
يجري بداخلها.
·
فصل ثالث تضمن شذرات وأقوال ونصوص قصيرة، مأخوذة من
مواضع متفرقة من كتاباتنا. وقد أردنا لها مثل هذا الإخراج الشذري، لكي تكون بمثابة
مفاتيح تمكن القارئ من ولوج منظومة فكرنا الديداكتيكي. ولهذا فهذه المنظومة تضم
أفكارا لنا حول الكثير من القضايا التي تشغل مدرس الفلسفة والمهتم بديداكتيكها، من
أهمها: مسألة غائية الدرس الفلسفي والكفايات المتوخاة منه، والمشاكل التي تطرحها
الكتب المدرسية، ومسألة علاقة الفلسفة بالمؤسسة، وقضايا أخرى تتعلق بالنص الفلسفي
والوضعية المشكلة والإنشاء الفلسفي وغير ذلك.
وكل ما نأمله، هو أن يساهم مجهودنا
هذا في إذكاء نار النقاش حول مختلف القضايا الديداكتيكية التي تضمنها الكتاب، وأن
يفتح آفاق التفكير في قضايا جديدة. وهذا النقاش هوالذي من شأنه أن يغني الساحة
الديداكتيكية المغربية، ويجعلنا نقترب من ذلك الدرس الفلسفي الذي نأمله جميعا،
والذي نطمح من خلاله إلى إشاعة روح التفلسف بين تلامذتنا، ومن خلالهم إلى كافة
مناحي الحياة المجتمعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.