تأطير عام لمجزوءة
السياسة
بقلم: محمد
الشبة
تقال السياسة على تدبير المعاش، بإصلاح
أحوال جماعة مخصوصة على سنن العدل والاستقامة. فالسياسة هي تجسيد لممارسة عليا تتم
بين أفراد النوع البشري، ففيها يتم الانتقال من الاجتماع المؤقت والتلقائي إلى
الاجتماع الدائم، المتمثل في إقامة الدولة على مبادئ التعاقد الاجتماعي الذي
يتنازل الأفراد بموجبه عن جزء من حرياتهم الفردية، ليمتثلوا لسلطة الدولة من حيث
أنها تمثل المجتمع عبر الأساليب الديمقراطية والانتخاب الحر.
فالسياسة إذن هي ممارسة للسلطة داخل المدينة
أو الدولة، وبواسطتها يتم تثبيت القانون من خلال قوة عمومية تتجسد في مجموعة من
الأجهزة والمؤسسات. هكذا يحيل مفهوم السياسة على مجموعة من المفاهيم المرتبطة به،
مثل: الدولة، السلطة السياسية، الحق، القانون، العدالة...
وقد اعتبر أرسطو أن الإنسان حيوان سياسي
بطبعه، وأن "الأمر الذي يميز الإنسان بشكل خاص هو كونه يدرك الخير والشر،
والأمر العادل والجائر، وكل العواطف الشبيهة بذلك، والتي يكون التواصل بها مؤسسا
للأسرة وللدولة" (أرسطو، السياسة، عن الكتاب المدرسي، مباهج الفلسفة، السنة
الأولى بكالوريا، ص64). فالممارسة السياسية إذن تشكل أهم الممارسات البشرية، وهي
التي تجعل الوجود الاجتماعي منظما وقائما على مبادئ عقلية قانونية وأخلاقية. ولهذا
لا يتحدد مجال النظر السياسي بمفهوم الدولة فقط ، وإنما بمفاهيم أخرى مرتبطة بها
كالحق والعدالة والعنف.
فالدولة ترتكز على قوانين تتوخى إحقاق الحق
والإنصاف والعدالة والمساواة وتهذيب السلوك البشري. غير أن الناس مع ذلك، وتبعا
لمصالح محددة، يلجؤون إلى ممارسة العنف على بعضهم البعض، مما قد يضطر الدولة إلى
التدخل بقوانينها وأجهزتها القضائية إلى إحقاق الحق وتثبيت العدالة.
-
فما الدولة ؟ ومن أين تستمد مشروعيتها ؟ وما الغاية منها ؟ وكيف تمارس سلطتها
السياسية ؟
-
ما العنف ؟ ما هي أشكاله ومظاهره ؟ وما هو دور العنف في التاريخ ؟ وهل يمكن
الإقرار بمشروعية العنف الممارس من قبل الدولة ؟
-
ما الحق ؟ ما أساسه ؟ ما العدالة ؟ وما طبيعتها ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.