الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

شعر 1 ؛ أطياف الحزن والأمل

أجد نفسي من حين لآخر أرغب في البوح عن مكنونات ذاتي شعرا، فتتمخض عن ذلك بعض الكتابات الشعرية، منها هذه المحاولة؛



أطياف الحزن والأمل

بقلم: محمد الشبة




ربما الدنيا حلم
فكر ديكارت بمثل هذا يوما
وقد تولد عن ذلك شك
هو نهر يركبه العقل
بحثا عن الأمل في معانقة اليقين.
...
تصنع الحياة مشاعرنا
تنسج أفكارنا وأحاسيسنا
تنعكس مسرات البنية التحتية وأفراحها،
آهاتها ومآسيها
على عالمنا الفوقي
على تاج مملكتنا البشرية
هكذا جادت مخيلة ماركس
ذلك الرفيق العجوز.
...
غير أن للمشاعر جبروتها
وللأرواح قوتها الفولاذية
حينما تنتفض الأشواق
لتصنع أحلامها
لتخطط خرائط آمالها
بالرغم من سطوة الدهر
وشراسة الأيام.
إن لمهجة القلب،
ولجموح العقل
نزوعهما المتوثب نحو الأفق،
المبدد لكل العتمات
والمخترق لكل الحواجز
الماثلة في كل الطرقات،
المنبثة عنوة في كل المجاري
والمسالك والدروب و الفضاءات.
إن للنور الطبيعي الكامن فينا،
الرابض في عمق مآقينا
سلطانا مكينا
وسرا عظيما
يجعلان التيه ضبابا
يتبدد مع بزوغ خيوط شمسهما العاتية.
...
لعلك تتوقين لمحاكمة
ذلك الخائن،
تودين اغتياله في غفلة من الزمن.
تحصدين من خيانته وهما
ومن تربصه سما وعلقما
فأنت تحتاجين إلى ارتياد عالم
يؤثث لحظاته النسيان
ويغزل ظفائره التوق إلى الأمل
في تلك الصفحة البيضاء
في تلك الطاولة الممسوحة
بدموع الخجل
وتأوهات الخذلان.
لم يكن ممكنا أبدا
تبديد الحزن من عالم الإنسان.
والحزن كان دوما أحزان
منه الذي نختار
ومنه الذي تتحكم فيه الأقدار
وسلاح الحزن ضده؛
إذ ما أجمل الابتسامة
وسط غبار  المآسي والأحزان.
ما أروع الذوبان وسط عباب
بحر الأماني
ما أجمل الفناء في  الأشواق
ما أروع التيهان في ترهات الوجدان،
ما أقسى وما أحلى أطياف الخيال
حينما تعصف بنا في القفار
حينما تخدش بأنيابها جروحنا
وتهدينا السراب
في زمن تأففنا من غبار
سماء تلك اللحظات السوسنية.
هو ذا أمرك أيها الحب،
هو ذا ديدنك حينما تشهر
سيوفك الموجعة في الصدور
غريب شأنك أيها الإحساس الفاتن
أيها الإحساس القاتل.
...
لعل الأمل في لقياك
أيها البعيد القريب
أيها الساحر الهارب
قد نظفر به يوما
حين تنزع الليالي حلكتها
ويأذن فجرها بالبزوغ
ليهدي أرواحنا وردا
ويبعث أريج نسائمه
فواحة في كل الخمائل.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.