الاثنين، 7 نوفمبر 2016

نص ابن رشد؛ إشكالية الفلسفة والدين



نص ابن رشد

إعداد الأستاذ محمد الشبة




المحور الثاني : محطات في تطور الفلسفة

مدخل:

إن للفلسفة قصة طويلة بدأت مع اليونان في القرن 6 ق م ، و لازالت مستمرة إلى الآن. و طيلة تاريخها الطويل عرفت الفلسفة تحولات فكرية تجلت في ظهور عدة فلاسفة، و عدة مذاهب و اتجاهات فلسفية. و قد كان التفكير الفلسفي دائما مرتبطا بقضايا عصره و يعكس الهموم و القضايا التي عرفها ذلك العصر. هكذا، وبعد  ظهور الفلسفة عند اليونان، سيعمل الفلاسفة في الإسلام على ترجمة الكتب  الفلسفية عن اليونانية و يقومون بشرحها و الاستفادة منها في معالجة قضايا تتعلق بالمجتمع الإسلامي. غير أن الفلسفة سوف لن تستمر في بلاد الإسلام بل ستعود إلى أوروبا العصر الحديث الذي سيعرف ظهور فلاسفة سيغيرون مسار التاريخ الفلسفي، و سيساهمون في التطور الذي عرفته الحضارة الأوروبية. ثم ستتطور الفلسفة في ما بعد وستهتم بقضايا جديدة، من أهمها التفكير في قضايا المعرفة العلمية.
1-     فما الذي يميز تاريخ الفلسفة؟
2-     وما هي الخصائص التي ميزت مختلف محطاته الكبرى؟
3-     ومن هم أبرز فلاسفة كل محطة؟

I- الفلسفة الإسلامية:     الفلسفة والدين
  • · نص ابن رشد (ص 26).
مؤلف النص :
هو الفيلسوف العربي المسلم ابن رشد (1126 – 1198م)، من كبار فلاسفة الإسلام و من أعظم شراح فلسفة أرسطو. و قد وجد في هذه الفلسفة إمكانية تأسيس فلسفة عقلانية قادته إلى الفصل بين الدين و الفلسفة على مستوى المنهج دون أن يضاد أحدهما الآخر على مستوى الغاية. من أهم مؤلفاته (تهافت التفاهت) و (فصل المقال).

1- فهم النص:

أ‌-  يبدأ النص بتعريف فعل التفلسف، و يتجلى في اعتبار الفلسفة بحث في الموجودات لدلالتها على الصانع.
ب‌-  يدعو الشرع حسب النص إلى التأمل في الموجودات باعتبار دلالتها على الصانع.
ج- تعني عبارة “الحق لا يضاد الحق” أن الحقيقة التي يتوصل إليها عن طريق النظر العقلي الفلسفي لا تخالف الحقيقة الدينية التي يعتبر الوحي مصدرها الأساسي.

2- الإطار المفاهيمي:

أ‌-   يستعمل ابن رشد مفردات خاصة للتأكيد على أن الشرع  يدعو إلى النظر في الموجودات و هي : النظر – الموجودات – الشرع – الواجب – المندوب – الاعتبار – الشريعة.
ب‌- المفردات التي استخدمها ابن رشد في النص تنتمي إلى معجمين رئيسين هما : المعجم الديني الشرعي مثل : الشرع – الواجب – المندوب – القياس الشرعي – الاعتبار ، و المعجم الفلسفي مثل: النظر – الموجودات – الاستنباط.
ج- الكلمات التي تدل على لغة فلسفية في النص هي : فعل الفلسفة -الصانع – معرفة – الحق – الاستنباط – القياس العقلي – النظر.
القياس العقلي :
كل إنسان فان ← مقدمة كبرى
سقراط إنسان ← مقدمة صغرى
سقراط فان ← النتيجة.
← النتيجة في القياس العقلي تكون متضمنة في المقدمتين
د-
المعجم الشرعي
المعجم الفلسفي
- الشرع – الآية القرآنية – الواجب – المندوب – الاعتبار – القياس الشرعي – الحق.
- الصانع – النظر – المعرفة – الموجودات – القياس العقلي – فعل الفلسفة.

التدبر هو التفكير العقلي الذي يستهدف معرفة الحقيقة و أخذ العبرة. و هو من شأنه أن يؤدي إلى إثبات صحة الأحكام الشرعية و أهميتها في حياة الإنسان، لذلك فالعلاقة بينهما هي علاقة توافق و انسجام.
الأدوات التي يستعملها الفيلسوف للوصول إلى الصانع هي : النظر – الموجودات – القياس العقلي.

3- الإطار الحجاجي:

أ- وظف النص طريقة حجاجية اعتمدت على نصوص مستمدة من الحقل الديني و هي قوله تعالى: “فاعتبروا أولى الأبصار”، و قوله تعالى: “أولم ينظروا في ملكوت السماوات و الأرض و ماخلق الله من شيء”. ووظيفتها الحجاجية هي تدعيم رأي ابن رشد القائل بضرورة الفلسفة ووجوبها شرعا.
ب-
الأفعال المنطقية
دلالتها الفلسفية
- إن كان ….. فإن…….
- إذا كانت الفلسفة نظر في الموجودات لمعرفة صانعها، فإن المعرفة الدقيقة بالصانع تكون من خلال معرفة صنعته
فأما أن الشرع………
فذلك بين في غيرما آية.
- إثبات ابن رشد أن الشرع يدعو إلى النظر العقلي في الموجودات لأخذ العبرة.










وهكذا اعتمد ابن رشد على أسلوب الاستدلال، حيث انتقل من قضية عامة و هي تعريف فعل الفلسفة، ثم قام بتحليل عناصرها الجزئية منتهيا باستنتاج منطقي يمكن التعبير عنه بالشكل التالي : . الشرع يدعو إلى النظر في الموجودات لدلالتها على الصانع. إذن الشرع يدعو إلى الفلسفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.