المحور الأول: نشأة الفلسفة
(مقرر "في رحاب الفلسفة)
1-الفلسفة في مواجهة الأسطورة
2- بداية فعل التفلسف
2- بداية فعل التفلسف
ملاحظة للمدرسين:
قبل الاشتغال على نص جون بيير فرنان ونص نيتشه، يستحسن الاشتغال على نص أسطوري وآخر لفيلسوف طبيعي كطاليس مثلا، وذلك من أجل أن يأخذ التلاميذ فكرة مباشرة عن طبيعة التفكير الأسطوري وطبيعة التفكير الفلسفي في بداياته الأولى.
وبعد ذلك يمكن المقارنة بين النمطين المختلفين من
التفكير.
مدخل:
لقد ظهرت الفلسفة لأول مرة في بلاد اليونان القديمة، حوالي القرن 6 قبل الميلاد مع الفلاسفة الذين ينعتون بالفلاسفة الطبيعيين، أمثال : طاليس – أنكسمنس – أنكسمندر...
وقد سموا بذلك الاسم لأن تفكيرهم انصب حول البحث في الطبيعة وأصل الكون. و قد ظهرت كلمة «philosophos »
لأول مرة مع فيتاغورس
الذي يعتبر أول من سمى نفسه فيلسوفا، أي محبا للحكمة و باحثا عن المعرفة. وقد ظهر مصطلح
فيلوسوفوس كمقابل لمصطلح «
sophos »
؛
ففيلوسوفوس «
philosophos » هو الفيلسوف الذي يحب الحكمة ويبحث عن
الحقيقة أما سوفوس فهو الحكيم الذي يدعي امتلاك المعرفة.
هكذا فالفلسفة في أصلها الاشتقاقي في اللغة اليونانية تعني محبة الحكمة والبحث عن الحقيقة بشكل مستمر دون ادعاء امتلاكها.
وقد ظهرت الفلسفة في الحضارة اليونانية كتفكير عقلاني مقابل التفكير الأسطوري الخيالي الذي كان عند اليونانيين قبل ظهور الفلسفة.
1- فما الذي يميز التفكير الفلسفي عن التفكير الأسطوري؟
2- و كيف كانت البداية الأولى لفعل التفلسف؟
3- وما هي العوامل التي ساعدت على ظهور الفلسفة في الحضارة اليونانية؟
هكذا فالفلسفة في أصلها الاشتقاقي في اللغة اليونانية تعني محبة الحكمة والبحث عن الحقيقة بشكل مستمر دون ادعاء امتلاكها.
وقد ظهرت الفلسفة في الحضارة اليونانية كتفكير عقلاني مقابل التفكير الأسطوري الخيالي الذي كان عند اليونانيين قبل ظهور الفلسفة.
1- فما الذي يميز التفكير الفلسفي عن التفكير الأسطوري؟
2- و كيف كانت البداية الأولى لفعل التفلسف؟
3- وما هي العوامل التي ساعدت على ظهور الفلسفة في الحضارة اليونانية؟
I – الفلسفة و الأسطورة:
* نص لجون بيير فرنان jean pierre Vernan:
* الإجابة عن أسئلة الفهم:
1- يشير النص إلى مجموعة من التقابلات بين الفلسفة والأسطورة، ويمكن توضيح ذلك من خلال ما يلي:
الفلسفة :
- اللوغس logos
- ثقافة مكتوبة (ظهور الحروف الأبجدية)
- الدقة في التعبير
- استخدام المفاهيم
- لغة مجردة
- فكر برهاني و استدلالي
- الأفكار العقلية المجردة والخالصة. فكر نقدي -
الأسطورة:
الميثوس mythos :
- ثقافة شفوية
- السرد الخيالي
- المحاجة البلاغية
(الأساليب اللغوية كالمجاز والتشبيه)
- الآلهة والأبطال الخياليون والخرافيون.
- فكر بلاغي وخيالي.
2- لقد ظهرت الفلسفة عند اليونان كنتيجة لتوفر مجموعة من الشروط أو العوامل من أهمها : العامل السياسي الذي تمثل أساسا في انتقال الحكم من النظام الديكتاتوري إلى النظام الديمقراطي، الذي تميز بحرية التعبير وطرح كل القضايا للنقاش العلني.
3- يستعمل اللوغوس logos (البرهان القائم على الحجة) وتدل هذه العبارة على أن الفلسفة خطاب يستند إلى الحجة العقلية.
استنتاج:
لقد كان ظهور الفلسفة في بلاد اليونان إعلانا عن إحداث قطيعة في التفكير لدى الإغريق، حيث تم الانتقال من الخطاب الشفوي الأسطوري إلى الخطاب الفلسفي المكتوب الذي يعتمد على الاستدلال العقلي و إنتاج الأفكار والمفاهيم العقلية المجردة. وقد كان للعامل السياسي دور كبير في بزوغ هذا الفكر الجديد حيث ظهرت الفلسفة في مناخ ديمقراطي عرفته المدينة الدولة، حيث سادت حرية التعبير وأصبحت كل القضايا مطروحة للنقاش الحر والعلني.
* الإجابة عن أسئلة الإطار المفاهيم:
1- شرح فلسفي للمصطلحات التالية :
• ميثوس mythos = كلمة يونانية تعني الأسطورة.
• اللوغس logos = كلمة يونانية تعني الخطاب، المبدأ والعقل.
• خطاب : هو جملة من المنطوفات أو الملفوظات المتسلسلة و المترابطة ترابطا عضويا، و التي تحيل على موضوع محدد، و ترتبط بحقل ثقافي معين.
• برهان: هو استنتاج يقيني ، أي انتقال من مقدمات يقينية بذاتها إلى نتائج يقينية وفقا لقواعد المنطق و مبادئه.
2- لقد ارتبطت الفلسفة بالكتابة ذلك أن اللغة الفلسفية هي عبارة عن نصوص مكتوبة، فالعلاقة بينهما هي علاقة تكامل؛ إذ أن خصائص النص المكتوب من دقة و إيجاز هي نفسها خصائص اللغة الفلسفية. كما أنها علاقة تضمن؛ إذ كل واحد منهما يشتمل على الآخر و يحتويه.
3- ميثوس و لوغوس ← علاقة تضاد.
- شفوي و مكتوب ← علاقة تعارض.
- الأسطورة و السرد ← علاقة تضمن.
- الإغراء و الجدية ← علاقة تنافر.
استنتاج:
لقد ظهرت الفلسفة كتفكير جديد في مواجهة الفكر الأسطوري. فإذا كان التفكير الأسطوري تفكيرا شفويا يعتمد على الإغراء و السرد الحكائي الخيالي، فإن التفكير الفلسفي على العكس من ذلك هو خطاب مكتوب يعتمد على الدقة في التعبير و استخدام الأساليب الحجاجية البرهانية .هكذا فالعلاقة بينهما هي علاقة تضاد و تعارض وتنافر.
ІІ - بداية فعل التفلسف:
* نص لفريدريك نيتشه : (ص 15 ):
مؤلف النص:
هو الفيلسوف الألماني فريدريك F. Nietzsche (1900 – 1844 ) يعتبر من رواد الفكر الفلسفي المعاصر من أهم مؤلفاته (العلم المرح – أفول الأصنام – هكذا تكلم زرادشت).
* الشرح الإجمالي للنص:
يتناول نيتشه في هذا النص تأمل عبارة طاليس (الماء أصل كل الأشياء)، ويعتبرها فكرة غريبة ومع ذلك يجب التوقف عندها وأخذها مأخذ الجد، وذلك لثلاثة أسباب رئيسية : الأول : أنها تتناول أصل الأشياء، والثاني أنها تبتعد عن السرد الخيالي الأسطوري، والثالث : أنها تتضمن فكرة الكل واحد. ويرى نيتشه أنه بحسب السبب الأول لازال طاليس معدودا على الكتاب الخرافيين، وبحسب السبب الثاني فإن طاليس ينتمي إلى طائفة علماء الطبيعة، أما حسب السبب الثالث فيصبح طاليس أول فيلسوف يوناني .
وقد بين نيتشه أن التجارب العلمية و لو البسيطة التي كان بإمكان طاليس القيام بها، لم تكن تسمح بالوصول إلى هذه النتيجة المتمثلة في القول بأن الكل واحد. إنها إذا صادرة عن حدس فلسفي، وهي التي جعلت طاليس بحق أول فيلسوف يوناني.
* الإجابة عن أسئلة الفهم:
1- الفكرة الغريبة التي يتحدث عنها النص هي : الماء أصل كل الأشياء. وهناك ثلاثة أسباب جعلت صاحب النص يفسر هذه الفكرة:
• السبب الأول : أنها تتناول أصل الأشياء.
• السبب الثاني : أنها تبتعد عن السرد الخيالي.
• السبب الثالث : أنها تتضمن فكرة الكل واحد.
2- لقد اعتبر نيتشه طاليس أول فيلسوف لأنه أرجع الكل إلى الواحد عن طريق نوع من الحدس الفلسفي، ولأن التفسيرات العلمية الاختبارية لم يكن بإمكانها إثبات ذلك.
3- تدل عبارة الكل واحد على رغبة الفيلسوف في إرجاع الكثرة الموجودة في الكون إلى عنصر طبيعي واحد هو الماء – الهواء – النار – التربة...
* الإجابة عن أسئلة الإطار المفاهيمي :
• الأصل ← مصدر تكون الأشياء
• الماء ← عنصر فيزيائي طبيعي.
• المسلمة ← الفرضية التي ينبني عليها الاستدلال.
• التحولات الفيزيائية ← الصفات التي يتخذها عنصر طبيعي في انتقاله من حالة إلى أخرى.
• المبدأ ← السبب الذي تقوم عليه فكرة ما.
1- العلاقة بين الماء كعنصر طبيعي والماء كمبدأ هي علاقة انتقال من الحسي إلى المجرد.
خلاصة عامة للمحور:
لقد كانت البدايات الأولى للتفكير الفلسفي عند اليونان في القرن 6 ق م، مع من كان يطلق عليهم اسم الحكماء الطبيعيين أمثال طاليس وهيرقليطس. وقد ساهمت عدة عوامل في ظهور الفلسفة: منها استفادتهم من ثقافات وعلوم الحضارات الشرقية القديمة كالفرعونية والبابلية. كما ارتبط ظهور الفلسفة بظهور نظام الدولة المدينة كنظام سياسي ديمقراطي عرف جدلا وحوارا وحرية في التعبير، واستخدام الأساليب الحجاجية البرهانية، أما الأسطورة فهي تفكير شفوي يعتمد على الإغراء والسرد الحكائي.
وقد تجلت بداية الفلسفة في البحث عن مبدأ وأصل الكون. ويعني المبدأ إرجاع ظواهر الكون إلى عنصر منظم و مفسر هو الواحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.