فرض محروس في الفلسفة
« عندما يحلق التجريد عاليا قدر ما يستطيع، يصل إلى مفهومين
نهائيين لا بد له من الوقوف عندهما صامتا ومعترفا بحدوده، فهو يميز في الإنسان بين
ما يدوم، وما يتغير ويتبدل بلا انقطاع. فما يدوم يدعوه شخصه، وما يتبدل يدعوه
حالته.
إن الشخص
والحالة – الذات وتعيناتها –
اللذين نتصورهما وكأنهما واحد، الشئ ذاته، هما دوما اثنان، شيئان مختلفان. فرغم كل
استقرار الشخص وثباته، فإن الحالة تتبدل، ورغم كل تبدل الحالة، فإن الشخص يبقى
ثابتا... ولما كان الشخص والحالة في الإنسان، بوصفه وجودا متناهيا، مختلفين فليس
باستطاعة الحالة أن تتأسس على الشخص، ولا الشخص على الحالة. فلو كان الأمر الأخير
ممكنا لكان لا بد للشخص أن يتبدل، ولو كان الأمر الأول ممكنا لكان لا بد للحالة أن
تستقر وتدوم، أي كان لا بد في كل الظروف أن تلغى شخصية الإنسان أو وجوده المتناهي.
إذا،
لا بد للشخص من أن يكون أساسه الخاص ... إن الشخص الذي يتجلى في الأنا الثابتة
والمستمرة أبدا، ويتجلى فيها فقط لا يمكن أن يصير، ولا يمكنه أن يبدأ في الزمن...»
حلل وناقش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.