فرض محروس في
مادة الفلسفة
مستوى السنة الأولى
من
سلك البكالوريا
من إعداد الأستاذ محمد الشبة
النص:
« هناك في الواقع فئتان من المشكلات؛ كيف
يمكن لأي شيء مادي أن يسبب حادثة داخل نفسي التي هي شيء غير مادي، وكيف يمكن
لحوادث في نفسي أن تؤثر في العالم المادي؟ لقد طرأ تحول على السؤال الأول في القرن
والنصف الماضيين بصورة ليس بوسع ديكارت أن يقبلها. ففي صيغتها العصرية السؤال هو:
كيف يمكن للعمليات الدماغية أن تنتج ظواهر على الإطلاق؟ كيف يمكن للأدمغة أن تسبب
عقولا؟ لم يفكر ديكارت في أن شيئا كهذا قد يحدث، لأنه بالنسبة إلى تصوره تتميز
العقول بوجود مستقل تماما عن الأدمغة. لا تكمن المشكلة بالنسبة لديكارت في السؤال
العام، كيف يمكن للجوهر العقلي أن ينبثق من البيولوجيا العصبية، لأن هذا الانبثاق –وفق
رأيه- غير ممكن، ولكن بالأحرى كان سؤاله: كيف يمكن لمحتويات عقلية، كالشعور
بالألم، أن تنشأ من تأثير جرح في الجسد؟ نحن نعتقد أن أعمال الدماغ تفسر وجود
العقل بحد ذاته، إلا أن ديكارت لم يعتقد أن هذا التفسير ممكن. بالنسبة إليه،
السؤال الحقيقي هو: كيف يمكن لحوادث تحدث في الجسد أن تسبب أفكارا ومشاعر معينة
كالشعور بالألم؟
من المهم أن نؤكد على هذه النقطة: نميل إلى
التفكير في أن أجسادنا وأدمغتنا واعية. ولكن ديكارت لم يعتقد ذلك. إن ما كان يعتقده
هو أن الأجساد والأدمغة تفتقر إلى الوعي كما هي الحال في الطاولات أو الكراسي أو
البيوت أو أي كومة من الرمل. أما النفوس الواعية فتتميز بوجود مستقل، على الرغم من
أنها تلتحق بالأجساد البشرية في بعض الأحيان.»
الأسئلة:
1- يتضمن النص إشكالين متمايزين؛ أحدهما طرحه
ديكارت والآخر يتبناه صاحب النص، استخرجهما. (06ن)
2- حدد أطروحة صاحب النص بخصوص مشكلة
الوعي. (06ن)
3- إذا كان الجسد يفتقر إلى الوعي حسب
ديكارت، فهل يعني ذلك أن النفس قادرة على التفكير والوعي بشكل مستقل عن الجسد؟ (08ن)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.