فرض محروس
في الفلسفة
« نحن مضطرون
مبدئيا أن نقرر دون أسف أو غضب أن "نوعية" أو "طبيعة" المعرفة
التاريخية ليست مطابقة لنوعية وطبيعة المعرفة في العلوم، لأن "الحدث"
التاريخي في الأصل – وهو موضوع تلك المعرفة – ليس مشابها للحادث الفيزيائي أو
الكيميائي المبسط ولا البيولوجي أيضا، إنه من التعقيد الخفي بحيث تصبح الحادثة
الفيزيائية بعلاقاتها الرياضية لعبة أطفال أمام تشابك القوانين في أي حادث تاريخي
صغير... المشكلة لا تبدأ عند المؤرخ وإنما تبدأ عند الطرف الآخر من المعرفة: طرف "الموضوع"
الذي لا يسهل على كل فكر – لاتصاله بالطبيعة الإنسانية والحياة – فإنه أعقد بكثير
وأوسع بكثير، وفي كل الاتجاهات، من أن ... تحيط به الوسائل العادية المتداولة حتى
اليوم للمعرفة العلمية ... إن المؤرخ كالعالم الطبيعي يعيش في عالم مادي ولكن ما
يجده عند بدئه البحث ليس عالما من الأشياء المادية، وإنما يجد عالما رمزيا – أو
عالم رموز – وعليه أن يقرأ هذه الرموز ... فالمواد الأولى في المعرفة التاريخية
وثائق وآثار لا أشياء وحوادث، ولا نقع على المعلومات التاريخية إلا بواسطة تدخل
هذه المعلومات الرمزية...»
حلل النص وناقشه
· ملاحظة:
مصدر النص: من مقال شاكر مصطفى؛ التاريخ
هل هو علم ؟، مجلة عالم الفكر، المجلد 5، العدد 1، 1974، صص 191-192-194 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.