تمرين حجاجي:
البحث عن التناقض الداخلي
للحجة
يمكن هذا النوع من التمارين من التدرب على كيفية دحض حجة ما انطلاقا من الكشف عن التناقضات التي تسكنها من الداخل. وهذا من شأنه أن يجعلنا ندرك أن الحجج الموظفة من قبل الفلاسفة هي ذات طابع احتمالي وليس قطعيا، وهو الأمر الذي يسمح لنا بانتقادها وتبيان الخلل الذي قد يعتريها. وهذا هو جوهر التفكير الفلسفي؛ فهو تفكير يقوم على الحوار وتبادل الحجج ولا يركن إلى الجاهز والبديهي أبدا، كما لا تسلم الأفكار فيه من التعرض لمشرحة النقد والمساءلة العقلية.
• التمرين:
وضح من خلال الحجج التالية أين يبدو عدم التماسك المنطقي:
أ ـ إن الاشتغال بالفلسفة معناه التوقف عن إصدار الأحكام ما دام العقل عاجزا عن إدراك الحقيقة.
ب ـ يجب منع ركوب السيارات لأن ركوبها قد أدى إلى تفاقم حوادث السير.
ج ـ النار لم تحرق إبراهيم عليه السلام، إذن فالنار ليست هي سبب الإحراق.
د ـ لا يجب منع الإنسان من فعل أي شيء لأن ذلك يتعارض مع الحرية كحق طبيعي ومقدس للكائن البشري.
• أجوبة مقترحة:
أ ـ إن التوقف عن إصدار الأحكام يسقط العقل في نزعة شكية خالصة و يجعله يتوقف نهائيا عن البحث، و هذا أمر مخالف لمنطق الفلسفة باعتبارها محبة للمعرفة وسعي نحوها.
ب ـ إن تفاقم حوادث السير هو نتيجة أسباب متعددة كالسكر و مخالفة قوانين السير … الخ ، لذلك لا يمكن أن نستنتج منه منعا لركوب السيارات.
ج ـ إن عدم إحراق النار لإبراهيم عليه السلام هو حالة خاصة و مرتبطة بالمعجزة الإلهية، أما في الأحوال العامة فالنار تحرق كل الأشياء القابلة للاحتراق بطبيعتها.
فلا يمكن استنتاج قاعدة عامة و كلية من خاصة و جزئية.
د ـ حرية الإنسان لا تعني فعل كل شيء. ماذا؟ حتى و إن كانت تتعارض مع حرية الآخرين؟ إن الحرية هي الخضوع لمبادئ العقل و الواجب الأخلاقي الذي يمنع أفعالا و يسمح بأخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.